القائمة الرئيسية

الصفحات

ماذا سيكون بعد انتهاء عالمنا هذا؟

 ماذا سيكون بعد انتهاء عالمنا هذا؟

لو قدّر لنا أن نخبر الجنين في بطن أمه أن هناك عالم أوسع من عالمه وأجمل لما كان ليصدقنا! فالجنين يظن أن عالمه هو العالم الوحيد الذي لا يوجد عالم سواه، كما أنه العالم الأوسع والأكثر راحة.


ماذا سيكون بعد انتهاء عالمنا هذا


ثم لو أخبرنا الجنين أنه سيفارق عالمه وسيترتب على مفارقته انقطاع حبله السرّي الذي يغذيه، لبدأ الجزع والخوف يصدران من هذا الجنين.

كيف سيغادر العالم الذي اعتاد عليه؟ وكيف سينقطع حبله السرّي ومصدر غذائه الوحيد؟

ونستمر في إخبار الجنين عن عالمنا هذا وما فيه من ألوان الطعام والمناظر الجميلة والأماكن الرائعة، فيندهش الجنين من عجائب هذا الكلام و ربما لن يصدق منه شيئاً، وكيف يصدقه وكل هذا الكلام غريب عليه تماماً ولم يرى مثله؟

لكن عالمه ذلك ينتهي بعد تسع شهور وتبدأ التقلصات الشديدة في الرحم لتطرده خارجاً، وينقطع حبله السرّي فيجهش في البكاء لانتهاء ذلك العالم وانقطاع صلته به.

فماذا لو جاءنا إنسان ليخبرنا أن هنالك عالم أوسع من عالمنا وأجمل و ربما أسوء، عالم مختلف تماماً عن عالمنا، لدينا فيه من الحواس أكثر مما لدينا الآن، عالم لسنا محصورين فيه ضمن أرض محدودة، عالم لا عمل فيه ولا سعي، عالم من النعيم الذي لا حدود له أو من العذاب الذي لا انتهاء له.

لو تم إخبارنا بذلك فماذا ستكون ردة فعلنا؟ هل سننكر ذلك كما ينكره الجنين في بطن أمه؟ 

مهما وصل بنا الخيال فلن نستطيع تخيل ذلك العالم الذي سننتقل إليه! لأنه مختلف تماماً عن عالمنا الحالي كاختلاف الرحم الذي يضم الجنين عن عالم ما بعد الولادة.

ذلك هو العالم الذي ينتظرنا جميعاً..إما نعيم لا يزول وإما شقاء لا ينتهي..

والذي يحدد طبيعة العالم الذي سننتهي إليه هو أعمالنا في عالمنا الحالي..

صدق أو لا تصدق:

كل إنسان مهما كان غنياً وقوياً سيخرج من هذه الحياة كما دخلها، سيخرج دون أن يأخذ معه أي شيء..الفقير والغني سيخرجان بلا شيء.

بلجيتس بما يملكه من قصور وشاليهات فخمة وشركات عابرة للقارات سيخرج من هذه الحياة بلا شيء من ذلك! سيترك كل تلك الممتلكات وراءه ويذهب مثله كمثل أي فقير معدم لا يملك شيئاً..

ولكن هل هناك حياة أخرى فعلاً؟ أم سنكون كالجنين في بطن أمه لا يصدق بوجود عالمنا هذا؟

نعم هناك حياة أخرى وتلك حقيقة حتمية لا جدال فيها، فعدا عن أن الأنبياء والرسل أخبروا بها، لا يستطيع العقل أن ينكر وجودها..

فهل يستوي الظالم والمظلوم؟ هل الحياة للأقوى ثم لا عقاب للمجرم ولا إنصاف للمظلوم؟ إن كان المشاهد لإحدى فصول مسرحية أو إحدى حلقات مسلسل لم تنتهي أحداثه يعلم عقلاً أن هنالك فصل آخر للمسرحية وحلقة أخرى للمسلسل يتم فيها ترتيب الأحداث والانتصار للمظلوم من الظالم..

ثم أي معنى للأخلاق بدون حياة أخرى يُثاب عليها صاحب الأخلاق الحميدة؟ لماذا تساعد الناس ولماذا تسعى وتعمل إن لم يكن هنالك حياة أخرى يفيدك فيها عملك الدنيوي؟

العاقل يعلم أن هنالك حياة أخرى يسودها العدل وهي الفصل الثاني والأخير من فصول الحياة وإلا فالسعي لقضاء الرغبات على حساب الآخرين والغرف من الدنيا قدر المستطاع هي الخيار الحتمي الوحيد إذا كان العدم هو ما ينتظر الإنسان بعد تركه للحياة.

يعني ذلك انتفاء عمل الخير تماماً من الدنيا وذلك يؤدي إلى فناء البشر جميعاً بسبب تنافسهم على قضاء رغباتهم، فوجود الخير إلى جانب الشر في الدنيا دليل على الحياة الآخرة.

في الواقع كل الأدلة تشير إلى وجود حياة أخرى بعد هذه الحياة الأولى ..

حياة رائعة جداً تفوق هذه الحياة في جمالها وروعتها..

أو حياة شقاء وتعاسة تفوق هذه الحياة في سوئها وشرّها..

كل ذلك يتوقف على عملنا هنا..

أنت الان في اول موضوع

تعليقات