القائمة الرئيسية

الصفحات

السعي سمة بارزة من سمات الحياة

 السعي سمة من سمات هذه الحياة

بالنظر حولنا نلاحظ جميع المخلوقات في سعي دائم، فمنذ طلوع الشمس و حتى غروبها نجد ازدحام الطرقات و أصوات السيارات و حركة المشاة في الشوارع، و حتى أثناء الليل وعندما يتوقف أغلب الناس عن العمل و يستريحوا نجد الكثير من الكائنات الحية تسعى طوال الليل.

السعي من سمات الحياة


و كأن هذه الحياة وجدت من أجل السعي إذ أن السعي هو السمة الأبرز في الحياة، و نادراً ما نجد إنساناً ساكناً لا يسعى وراء رزق أو عمل أو علم فالحركة هي سمة هذا الكون.


إذاً نلاحظ أن كل المخلوقات تسعى طوال حياتها إبتداءاً من أصغر نملة تمشي لتجمع رزقها و انتهاءاً بالإنسان الذي يكافح وراء أهدافه و متطلباته. إن للإنسان حاجات كثيراً يسعى لإشباعها و بمجرد وصول تلك الحاجات إلى حالة الإشباع سرعان ما تعود إلى حالتها الأولى، فالإنسان يجوع فيأكل و يشبع ثم يجوع فيأكل و يشبع ثم يجوع و هكذا طوال حياته و هذه الحاجات الموجودة في الإنسان جعلت السعي لإشباعها لا يتوقف منذ الولادة و حتى الموت و تلك الحاجات حتّمت على الإنسان أن يسعى طوال حياته.


من الحاجات الكثيرة للإنسان:

الطعام و الشراب و المسكن

الاستقلال و تحقيق الذات

الشهرة و السمعة الحسنة.....و الكثير الكثير من الحاجات الإنسانية التي لا يمكن حصرها و كلما زادت حاجات الإنسان كلما زاد سعيه لإشباعها

إذاً فالعمل و السعي صفة من صفات هذه الحياة لا يمكن الهروب منه و حتى لو تسنى لأي شخص أن تلبى كل حاجاته دون سعي منه سرعان ما سيشعر بالضيق و الملل فلا بد له من السعي وراء هدف ما قد يكون هذا الهدف إشباع حاجة أو تحقيق رغبة أو الوصول إلى هدف المهم هو حتمية السعي.


من هنا نرى تفسيراً للحياة الصعبة التي يعيشها الكسالى ممن اختصروا السعي و قنعوا بالراحة دون أي عمل معتمدين على الآخرين في تلبية حاجاتهم و دافعهم في ذلك الكسل فقط.


الكسل مرتبط دائماً بالسلبية و الكآبة فالكسول يرى كل شيء صعب و يرى كل طريق متعب و طويل و يرى كل سعي عديم الجدوى، و من حكم على نفسه بعدم السعي يكون قد حكم على نفسه بالضيق و الفشل و الدمار النفسي، فالحياة ترفض الإنسان الذي لا يسعى لأنه يخالف طبيعتها و تحكم عليه بأقسى الأحكام، من هنا نجد ضرورة العمل و لا نقصد العمل المستمر دون فترات استراحة و استجمام بل المقصود هو العمل الذي يعقبه الراحة بشكل متتالي و يشمل العمل كل أنواع السعي فطلب العلم هو نوع من أنواع السعي و بالتالي العمل و كذلك تربية الأبناء و البحث و التحرك باتجاه الأهداف هو من أنواع العمل.


و قد تحدثنا سابقاً عن التوازن في الحياة و أهميته و العمل صورة من صور التوازن فالحياة بلا عمل هي حياة مضطربة غير متوازنة و العمل يحقق الكثير من الفوائد لصاحبه كما أن البحث عن عمل هو عمل بحد ذاته لأنه شكل من أشكال السعي و قد اتفقنا أن السعي وجه آخر من وجوه العمل.

لا بد من السعي في هذه الحياة فالماء الجاري هو ماء نظيف صالح للشرب بينما الماء الراكد ماء آسن ملوث و الحركة سمة من سمات هذا الكون الفسيح الذي لا مكان فيه للسكون



تعليقات