القائمة الرئيسية

الصفحات

قررت أن أبدأ الكتابة

قررت أن أبدأ الكتابة 

قرار البدء بالتدوين

كان الوقت متأخراً من الليل حين جافاني النوم و أخذت الأفكار تنتابني جيئةً و ذهاباً، فتارةً كنت أتقلب في الفراش و تارةً كنت أتصفح الانترنت في هاتفي المحمول، كان ما يؤرقني تلك الليلة هو موضوع التدوين إذ أنني أعتقد أن لديّ موهبة التدوين منذ زمن طويل ولكني لم أباشر العمل بهذه الموهبة إلا من فترة قصيرة جداً حين أتيح لي الوقت و صرت أقرأ لبعض المدونين الكبار على شبكة الانترنت.

كان البدء في التدوين قراراً صعباً و يجب أن يكون كذلك! لأن أغلب المدونين الناجحين شقّوا طريقهم بصعوبة بالغة في عالم التدوين حيث المنافسة شديدة و الطريق طويل و وعر. وكان السؤال الذي يراودني هو: هل سأسير في هذا الطريق الطويل و أعمل على هذا المشروع لأشهر و سنوات قبل أن أقطف ثمار هذا العمل؟ نعم فمن خلال قراءتي و اطلاعي على سير المدونين رأيت أن الغالبية العظمى منهم يستسلمون في منتصف الطريق و يتوقفون عن الكتابة فكما قلت سابقاً إن ثمار التدوين لا تظهر إلا بعد وقت طويلٍ من العمل و المثابرة.

كنت أتصفح كتابات بعض المدونين في موقع الإجابة عن الأسئلة Quora حيث قصصٌ طويلة من الصبر و الجهد تكللت بالنجاح بعد سنواتٍ من العمل و هذا هو الأمر الذي جعل القرار صعباً فإما أن أتجاهل "موهبة الكتابة" و إما أن أخوض بحراً عميقاً من المنافسة و الصبر فلم يعد التدوين كما كان منذ زمن بعيد، حيث كان التدوين مسألةً أسهل حينما كان الانترنت أقل انتشاراً و حينما كانت شركة yahoo هي المسيطر الأكبر على الانترنت.

أذكر تلك الأيام جيداً حيث كنت أتصفح الانترنت من متصفح ياهو "البطيء" و أصل دائماً إلى المعلومات التي لا أبحث عنها! نعم في تلك الأيام كنت أبحث عن شيء على الانترنت ليظهر لي أشياءَ أخرى. فإذا كنت تبحث مثلاً عن تهنئة بعيد الأضحى و كتبت هذه الجملة في شريط البحث فستفاجئ بالنتائج التي ستظهر لك، ستظهر لك مواقع تتضمن تدوينات مثل " أفضل تهنئة بعيد الأضحى" و عندما تفتح الموقع تجد إعلانات منبثقة و روابط تحميل برامج و صور لا علاقة لها بالعيد و في أسفل التدوينة تجد الكلمات المفتاحية: عيد الأضحى، تهنئة، أفضل تهنئة بالعيد.....إلخ.

في تلك الأيام كان الصعود بالموقع إلى الصفحة الأولى في متصفح ياهو أمراً سهلاً جداً فما عليك سوى حشو الموقع بالكلمات المفتاحية حتى يظهر في الصفحة الأولى أما اليوم فلم يعد الأمر بتلك البساطة.

في الواقع لقد ازدهر التدوين أكثر في هذا العام 2020 و ذلك بسبب جائحة كورونا و ازدياد استخدام الانترنت في الأعمال و هو ما لم يكن منتشراً بهذه الصورة في السابق و هي فرصة ذهبية قد يراها البعض عائقاً فمن ناحية نجد شدة المنافسة و من ناحية أخرى نرى ازدهار هذا المجال و اتجاه الناس إليه.

في النهاية قررت خوض التجربة و دخول هذا المجال الضخم، قد أتوقف بعد قطع شوط طويل في هذا المجال و قد استمر حتى النهاية و أحقق النجاح الذي أطمح إليه و هما نتيجتان لا ثالث لهما و كما تعلمت من قراءتي في التنمية البشرية و تطوير الذات أنك لن تندم على قيامك بالفعل بقد ما ستندم على عدم قيامك به و هي قد تكون مخاطرة بالوقت و المجهود و بعض المال ليس أكثر و لا زال المشوار طويلاً.

بالمناسبة هذه هي المدونة الثالثة التي أقوم بالكتابة فيها و لدي مدونة أخرى في مجال اختصاصي "المحاسبة" أعمل عليها حالياً و سابقاً كنت قد صممت مدونة و عملت فيها لفترة قصيرة ثم تركتها و تخليت عن هذا الحلم و ها أنا ذا أعود من جديد لأتابع مشوار التدوين لعلها تكون ناجحة هذه المرة

تعليقات