القائمة الرئيسية

الصفحات

التوازن في كل جوانب الحياة

التوازن

مع إطلالة يوم جديد و بدء الصباح بأخذ أنفاسه الأولى تتحرك النفس سابحةً في الأفق تستعرض الأفكار القديمة و الحديثة على شكل صور تأتيها من شرفة المنزل العالية.

التوازن - جمال الحياة


حالات عجيبة حدثت فعلاً:

الملياردير الفنان مايكل جاكسون أنهى حياته بالإنتحار رغم حيازته كل ما يتمناه أي إنسان على وجه الأرض، وكذلك الممثل روبين ويليامز المليونير الشهر أنهى حياته بصورة مؤلمة و غيرهم الكثير ممن فقدوا أهم عنصر للعيش بسلام ألا و هو التوازن.

التوازن النفسي و الجسدي و في حالة هؤلاء الأغنياء و من استطلاع سيرة حياتهم (التعسة) نجد غياب التوازن في حياتهم فمن إدمان على الكحول و المخدرات إلى الوحدة و اضطراب العلاقات مروراً بإهمال النفس إهمالاً تاماً

التوازن في الحياة من شروط الراحة النفسية و الجسدية و هو عنصر هام للسعادة، و أول ما يخطر ببالنا عند الحديث عن التوازن شكل الميزان الذي له كفتان إما أن تتوازنا و إما أن ترجح إحداهما على الأخرى.
التوازن بين الحركة و السكون: فكما أن كثرة الحركة تؤدي إلى التعب و الإنهاك كذلك كثرة الجلوس و السكون تؤدي إلى التعب و الألم
التوازن بين الجوع و الشبع: حيث نعلم ما للتخمة من أضرار و كذلك الجوع و نقص الأكل.

بشكل عام التوازن مطلوب في كل شيء بين المنزل و العمل بين النوم و اليقظة بين الطعام و الشراب و لا أعني هنا تساوي الكميتين فليس من المعقول أن نساوي بين ساعات النوم و ساعات اليقظة مثلاً بل التوازن هو إعطاء كل شيء نصيبه دون إفراط أو تفريط.
ماذا يحدث لو أننا تجاهلنا موضوع التوازن في حياتنا؟ الإجابة بسيطة ستنقلب الحياة إلى ألم و تعب و الأمثلة كثيرة جداً، و يظهر أثر عدم التوازن في الحياة على المدى الطويل و ليس بين ليلة و ضحاها، فسنوات من الإفراط في الطعام كفيلة بإنهاك الجسد و الإصابة بالسمنة و الأمراض.

لعل صيانة حالة التوازن في أمور الحياة أمر ضروري للعيش بسعادة و هناء فكما أننا رأينا أن غياب التوازن في الحياة يؤدي إلى الشقاء والتعاسة فإن حصول التوازن بشكل دائم لا بد أن يؤدي إلى السعادة و يشمل التوازن الصحة و العمل و العلاقات مع الآخرين و كل جانب من جوانب الحياة كذلك التوازن بين الروح و الجسد فكما أننا نمد الجسد بالطعام و الشراب و النوم كذلك علينا أن نمد الروح بالعبادة و الخضوع و القرب من خالقها حتى نحقق التوازن المنشود بين الروح و الجسد.
نحن نتوقع الراحة بعد العمل و النوم بعد النعاس و الأكل بعد الجوع و الشرب بعد العطش و هكذا بالنسبة لكل شيء مما يحقق حالة التوازن في كل جوانب الحياة أما غياب الراحة بعد العمل أو السهر المفرط أو الأكل بعد الأكل باستمرار هذا مما يخل بالتوازن.

أعط كل ذي حق حقه:

الجسم يحتاج الاهتمام بين الفترة و الأخرى، العمل يحتاج وقتاً، النفس و الأهل و الأصدقاء و كل عنصر في الحياة يستدعي بعض الاهتمام حتى نصل إلى حالة التوازن و التي تؤدي إلى الراحة النفسية و السعادة.
كل التعساء يفتقرون إلى التوازن في حياتهم فهم قد كسبوا شيئاً و خسروا بالمقابل شيئاً فلو عدنا إلى مثال الأغنياء المنتحرين نجد أنهم كسبوا المال و خسروا أنفسهم ففي سبيل المال أهملو روحهم و فكرهم كما ابتعدوا عن محيطهم و اغلقوا على أنفسهم الأبواب ليتجرعوا الكآبة و التعاسة و لو أنهم أعطوا جوانب حياتهم المختلفة بعضاً من الاهتمام لربما أعادوا التوازن إلى حياتهم و تغيّر مصيرهم

الميزان:

يوحي الميزان بالعدل أو الظلم فتعادل الكفتين عدل و رجوح إحداهما على الأخرى ظلم و هكذا حياتنا هي مثل كفتي ميزان إما أن نوازن بين الأشياء و المتطلبات فيتحقق العدل في حياتنا و بالتالي تتحقق السعادة و إما أن ترجح إحدى الكفتين على الأخرى فنهتم بشيء و نتخلى عن شيء آخر و هنا تبدأ التعاسة و لعل أهم مجالات التوازن في الحياة الموازنة بين النفس و الجسد ثم تأتي بعدها باقي الموازنات


تعليقات